الأربعاء، 3 مارس 2021

قال الله تعالي [فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ] /سورة الطلاق . وورد

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالي [فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ]  /سورة الطلاق .

قال الله تعالي:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ/سورة الطلاق

1.بدأت السورة بأسلوب قرآنيٍ معهود حيث  أن القران استخدم مثل هذه الأساليب بكثرة وأقصد استخدم السياقات المميزة للأزمان المؤجلة بحرف أو أداة {لـــــــ} بدلا عن لفظة {بعد} ليفرق بين بعد الظرفية وبعد للغاية  فمثلا { وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِـــ مِيقَاتِنَا [قلت المدون يعني   بعد نهاية الميقات]  وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) /سورة الأعراف}

2. ومثل { فَطَلِّقُوهُنَّ لِــــــ عِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ /سورة الطلاق} قلت المدون والمعني بعد انقضاء عدتهن

3. و مثل{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِــــ  مُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)/سورة يس}

4. { فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِـــــــــ   مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38)/الشعراء} قلت المدون يعني لغاية او بعد الانتهاء من وقت انتظار الميقات

5. { وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِـــــــــ مُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)/يس} قلت المدون يعني لغاية نهاية جريانها  أو  بعد انتهاء وقت جريانها 

6.  والفرق بين لام البعد ولام القبل أن لام القبل لا تفهم الا بقرينة دالة مثل قوله تعالي { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِــــ  أَوَّلِ الْحَشْرِ  فمجيئ قرينة لأول الحشر  دلت علي أنها لام القبل مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) /سورة الحشر}


5. { قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50)/سورة الواقعة} قلت المدون اي بعد انتهاء مدة انتظار الميقات

7. ودائما تأتي في سياقات الوعد باعتباره ميقات والميقات له وقت مستقبلي يتحقق فيه حتما لأن وعد الله دائما يتحقق بعد أجل معين مثل { إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134) قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)/الأنعام}

وهناك الكثير نكتفي هنا بما يروينا ويشبع قناعاتنا بأن لام الأجل أو الغاية تأتي دائما بمعني بعد  ويدل هذا علي أنها دائما تأتي لتحقيق جواب شرط إذا الغير شرطية  فيما يستقبل من الزمان الآتي المحدد لتحقيقه بعدها

خلاصة هذا أن التكليف بخطاب من الله تعالي فيه هذه السياقات  يعني {تكليفا لتحقيق الإلتزام المقصود في نهاية المدة المشار إليها في الاية}  وبمعني مجرد عن التوضيح أن إذا شرعتم في تطلق النساء  {يعني إذا أردتم أن تطلقوا..} فطلقوهن لـــ  يعني بعد انتهاء العدة المضروب أجلها بعد تمام مدة العدة باختلاف انواعها حسب حالة المرأة وهو الموضح بقوله تعالي {{ وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ   وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ /سورة الطلاق}}  

Eونلاحظ هنا أن فطلقوهن لـــ  

تفيد الشروع     وليس التحقيق   

Eكمثل إذا قمتم إلي الصلاة فأغسلوا وجوهكم .. الأية 

Eيعني إذا شرعتم في اقامة الصلاة وليس لأنها حتي اللحظة قد تحققت وإنما فيها معني الشروع يقينا

ونعود الي سورة الطلاق .

1. يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ   إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ{أداة الشرط الغير جازمة}

Eفَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ  جواب الشرط لأداة إذا الشرطية الغير جازمة .

E وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ {تكليف بالعد حتي بلوغ يعني نهاية  الاجل الذي سيتحقق بعد تمامه الحدث الذي رُكِّبَ لأجله هذا الأسلوب البليغ جدا}

     E وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ

     E لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ

E      وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ

E      وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ E      لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)

E E E فَإِذَا   بَلَغْنَ   أَجَلَهُنَّ {والبلوغ هو الوصول لنهاية المعدود  ومناط تحقيق ما أُجِّلَ لغايته كل الحدث المرسوم مسارة في سياق الآية القرانية }

E فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ / وهنا ندرك مدي الرحمة الإلهية التي وضعها الباري في نسيج أحكام سورة الطلاق  إن المتمعن في أول آية من سورة الطلاق يقطع بأن الله عدل قسط إذا /سار السياق التكليفي إلي نقطة التحقيق واكتفي بقوله تعالي [[[فَإِذَا   بَلَغْنَ   أَجَلَهُنَّ فطلقوهن]]] دون أن يسبقها بالتسامح والعفو عن قرار شروع الرجل بالطلاق لكن الله الذي سبقت رحمته غضبه وعلا عفوه عن عقوبته لم يؤاخذ الأزواج هنا بما قرروه في البداية فيواخذهم علي قرارهم لا بل أعطي الأزواج فرصة تسامح وتجاوز عن المؤاخذة  وبواسع علمه ووافر قدرته أفسح لهم فرصة أخيرة أن  يتراجعوا فيها عما بدأوه وشرعوا فيه فقال قبل أن يسمح له بالطلاق [فأمسكوهن بمعروف] هذه الكلمة بتخيير الأزواج  بالامساك فإن أبي الزوج وظل علي عزيمة بالطلاق فهو وإرادته علي أنه قد يفلت منه  وقت الادراك بأنه اتخذ القرار الخاطئ ولا رجعة فيه بتحتيم التفريق بينهما  ولينهي الزوج أمر بيته وتدمير كيانه بيديه فلا يلومن إلا نفسه إن عض علي يديه  أنامل الندم

لقد افسح الله فرصة للفواق بينهما اي الأزواج  فلا يفوتها الا واحد من   الاتي       .

1. اما سفيه

2. او مُغَيَّب لعب الشيطان بعقله 

3. أو وقع تحت وشاية شياطين من الانس او الجن

4. أو جهل فلم يدرك فرق تشريع سورة الطلاق 5هـ من سورة البقرة 2 هـ 

5. أو سلم نفسه لعوامل التقليد وتعظيم المشهورين من البشر كالعلماء او الفقهاء الذين لم يتنبهوا الي الفارق الزمني الذي أراد الباري فيه تبديل شريعة غير محكمة[2هـ] فيها متشابهات كثيرة  لأحكام الطلاق[وهي التي سبق سيادتها في سورة البقرة  1  أو 2هـ  في الأعوام الثلاثة الأولي من العهد المدني 1  و  2 من الهجرة] بشريعة لأحكام الطلاق  كلها إحكام  ويقين لا يفلت منها مثقال ذرة من تشابه أو ظن  هي تشريع سورة الطلاق5 هـ .[فأمسكوهن بمعروف أو ..H]       

E أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ [قلت المدون هذا هو الخيار الثاني بعد التخير بالامساك والتراجع عن التطليق والذي  قدم  الله تعالي بخيار رفع الملامة عن الزوج والحرج إن هو أراد التراجع والنكوس عن التطليق دونما حرج أو ملامة ويكفي أن الله تعالي هو الذي سمح بإمساك الزوجة قبل أن يتسرع الزوج فيهدم بيته علي رأس من فيه فإن ظل مصمما علي قراره عازما علي الطلاق فقد حان موعده ببلوغ الزوجين نهاية العدة ففي هذه النهاية سيتواجه الزوج بشبح الطلاق وجها الي وجه فلا يصلح الا التطليق ان لم يفيق الزوج بإمساكه لزوجته ولا بديل  

6  . إن الامساك في ذاته الذي أجازه الله تعالي للزوج فيما بعد انقضاء العدة  هو دليل قاطع علي أن الزوجين في عدة الاحصاء لم يتفرقا ببدء الزوج  الشروع في تطليقها إذا  انقضت العدة [عدة الاحصاء]    ذلك لأن الشروع هو التأهب دون التحقيق  والتحقيق قد جعله الباري في آخر العدة وبعد انقضائها  ]

7 .   فلفظ  أمسك يعني بخل بما هو  يملكه ان كان مالا او أثاثا  أيما يقع عليه حقه فيه يعني هو الشح بالعطاء لحقه  أو الترك  فأمسك هنا يعني شَحَّ بتركها تذهب لغيره  فأمسكها وذلك دليل السيادة بكونها زوجته.

فالإمساك لغة هو  في مختار الصحاح { و الإمْسَاكُ البُخْلُ } وفي المعجم الوسيط

 E و أَمْسَكَ عن الإنفاق: اشتدَّ بُخْلُه.
Eو أَمْسَكَ الشيءَ بيده: قَبَضَ عليه بها.
E و أَمْسَكَ الشيءَ على نفسه: حبَسَه.
و أَمْسَكَ اللهُ الغيثَ: مَنَعَ نزوله.   

E وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ انظر روابط الموضوعات التالية في مدونة النخبة في شرعة الطلاق علي بحث جوجل او ياهو

E وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ

E إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ

E قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)

 

E وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5) /سورة الطلاق }}

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج7.كتاب المغازي الواقدي

ج7.كتاب المغازي الواقدي قال: فحدثني أبو مروان، عن إسحاق بن عبد الله، عن أبان بن صالح، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل حصى العقبة م...